هل يوجد مثل ذلك الحب

هل يوجد مثل ذلك الحب؟

شاب مسيحي كان يعمل في محل أحد التجار غير المسيحيين، وكان الرجل يحبه و يثق فيه. وكان الرجل يدخر في محله بعض المجوهرات من أجل جهاز بناته. واضطر هذا الشاب لأن يترك العمل ويعمل منفردًا حيث صادف نجاحًا نظرًا لأمانته...
ومرت سنوات، وحدث أن احتاج التاجر إلى المجوهرات التي كان قد أخفاها لكي يُزوج بها إحدى بناته، وبحث عنها فلم يجدها، وبالطبع حامت الشبهات حول الشاب المسيحي، وتساءل الكل: كيف استطاع هذا الشاب في زمن قليل أن يفتتح محله الجديد هذا، لعله بالتأكيد يكون هو السارق. ولكن الرجل حاول أن يُنفي التهمة عنه، فهو يعرف أمانة عامله القديم،  لكن تحت إلحاح أسرته اضطر أن يذهب إليه في محله وهو مثقل ومملوء خجلًا، وسأله هل يعرف شيئًا عن هذه المجوهرات...؟! سمع الشاب الكلام وصمت عدة دقائق... وأخيرًا قال: نعم، أنا سرقتها، وسوف أردها إليك، أرجوك سامحني... أما التاجر لأجل طيبته ومحبته لعامله القديم أخذ منه النقود وتصافحا ببكاء دون كلام وانصرف...
وبعد عدة شهور اكتشفوا أن فتاة كانت تعمل خادمة لدى التاجر هي التي سرقت المجوهرات، فقد أعطتها لعشيقها، والذي شك في أمره صائغ عندما كان يبيعه بعضًا منها بثمن بخس، وأبلغ الشرطة، وتم القبض عليه واعترف بأنه أخذها من فلانة... ورجعت المجوهرات أخيرًا للتاجر.
حينئذ ذهب التاجر إلى الشاب المسيحي وسأله: لماذا اعترفت بجريمة لم ترتكبها؟! لماذا أعطيتني
الفلوس؟! ما هذا الذي فعلته؟!!!
قال له: لقد رأيتك في حزن شديد، تخيلت زوجتك وابنتك تبكيان، والفرح الذي لم يتم، وكنت على أتم استعداد أن أعطيك النقود في التو لتعبر أزمتك، ولكنني كنت أعلم أنك لن تقبل مني هذه التضحية، لذا لم يكن أمامي من مفر سوى أن أعترف على نفسي حتى تستطيع أن تذهب بسلام وفرح.

هل يوجد مثل هذه الأخلاق؟

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نبات الزوفا

انا بكره امى 1

مكرم اسكندر