ارجع تانى لطريقك
إرتبط شابٌ في قلبه , بعشق زانية . و قد وبّخه أهله كثيراً على هذا , و كذلك أقرباؤه و أبوه الروحيّ , فقرر قطع الرباط ليتخلص من الخطيئة , و ذلك عن طريق إعتراف كامل بخطاياه التي جمعها كلها و كتبها على ورقة . لكنه , في خلال فحصها , لم يعرْ أهمية كبيرة لوجع القلب و التحسّر عليها , كما ينبغي للذين يتذكرون خطاياهم و يتهيأون للإعتراف بها .
لذا , و هو ذاهب إلى الإعتراف , صدف إن مرّ في طريقه ببيت الزانية , فعاودته الرغبة في الدخول , و لدى وجوده هناك داخل البيت , قرر مرة أخرى إقتراف الخطيئة , و في فكره رجاء الإعتراف اللاحق بكل خطاياه . لكن , ما الذي حدث بعدها ؟! فيما هو متفكّر في ذلك كله , أتى فجأة شاب آخر عاشق للزانية هو أيضاً , و أسرع إليه , و ضربه ضربة قاضية إرادته على الأرض ميتاً . و قد مرّ من هناك أناسٌ , و رأوا جسد الميت , فأخذوه ليدفنوه , و قد وجدوا الورقة التي دوّن عليها إعترافاته . يا له من موت يُرثى له . يا له من رجاء كاذب و تفكير مضلّ ، تفكير ذاك الشاب .
+ فلنسرع إذاً إلى التوبة , جميعنا من دون إستثناء , لإن فضيلة أخرى لا تقدر إن تصالحنا مع الله مثل التوبة . فلنصرخ مع داود " هلموا نسجد و نركع له و نبكِ إمام الرب الذي خلقنا لإنه هو إلهنا و نحن شعب مرعاه و غنم يده" (مز7:49_6) و لنبتعد كل واحد منا عن طريق الشر و كما إبتعد أهل نينوى , و لنهتف نحن أيضاً قائلين " لعلَّ الله يرجع و يندم و يعود عن إضطرام غضبه فلا نهلك " .. (يو 9:3) .
تعليقات
إرسال تعليق