لا تفتح الباب
" لا تفرح بسقوط عدوك ولا يبتهج قلبك إذا عثر."
( أمثال ٢٤: ١٧)
كانت الشوارع مقفرة، ولا يسمع فيها إلا زئير الرصاص والقذائف، ولم يبقى من سكان ذلك الحي إلا القليل من العائلات، ومن جملتهم نبيل مع أفراد عائلته. أحس نبيل في تلك الليلة بشعور غريب يتسلل إلى نفسه، وبدى عليه القلق، وخيل له أن هذه الليلة لن تكون كبقية الليالي، وفكر أن يتسلل مع عائلته تحت جناح الظلام ويتوارى في مكان ما. ولكن إلى أين ؟؟؟؟؟ ونظر إلى زوجته وكأنه ينتظر منها جوابا، ثم استقرت عيناه على ولديه الصغيرين. فسألته زوجته ما الذي يزعجك؟ أجاب نبيل: لست أدري. وسرعان ما دوت أصوات الصواريخ والانفجارات تعلو وسط الليل. قال نبيل: أشعر بحاجة عميقة الي الصلاة. أجابت زوجته: وانا كذلك. وفجأة، إذ بهما يسمعا صوت طرقات قوية تنهال على باب المنزل، قال لزوجته: اسرعي خذي الأولاد وانزلي الى القبو. وتزايدت الطرقات على الباب، ودوى صوت يقول: أفتح الباب بسرعة قبل أن ننسف المنزل على رؤوسكم. ففتح نبيل الباب وهو يرتجف، وإذ بثلاثة رجال مسلحين يدخلون، وقبل أن ينطق بكلمة، ضربه أحدهم بعقب بندقيته على كتفه راميا إياه على الأرض وهو يقول: هات كل ما تملك وإلا قتلناك. تطلع إليه نبيل محاولا أن يجيبه، لكنه لم يقوى على الكلام. خاطب ذلك المسلح زملائه طالبا منهم قلب المنزل رأسا على عقب، بينما بقي الثالث مصوبا بندقيته إليه، أغمض نبيل عينيه وراح يصلي طالبا من الله أن يبدد أبصارهم فلا يكتشفون القبو حيث زوجته وولديه. ولم تمر دقائق قليلة، حتى حمي غضب المسلحين إذ لم يعثرو على ما كانوا يبغونه، فابتدأوا يطلقون الرصاص على السقف وزجاج النوافذ، ثم لف السجادة الوحيدة وانسحبوا من المنزل، بيد أن الرجل الذي كان مصوبا البندقية نحوه قال له قبل أن يغادر المنزل: خذ مني هذه التحية. وأطلق عليه رصاصة كادت تقضي على حياته لكنها مرّت قربه محدثة خدشا طفيفا في ذراعه. زحف نبيل على بطنه حتى بلغ باب القبو ففتحه ببطء وهمس؟ سلمى، أأنتِ بخير ؟؟؟ أحس بخطوات تسعى اليه في العتمة، ورن في أذنيه صوت زوجته: أأنتَ بخير ؟؟؟ نعم لا تخافي، وابتدأت زوجته تجهش بالبكاء، بينما حاول نبيل أن يخفف عن زوجته وولديه رعبهما بالرغم من حالته هو. ومرت لحظات، لم يتمكن أحد منهما أن يتكلم. قطع ذلك السكون صوت رشاشات وطلقات رصاص قريبة من المنزل، وفجأة هيمن الهدوء إلا من ضربات خطى متثاقلة بطيئة قرب الباب. وبدت صدى أنات معذبة. التفت نبيل إلى زوجته وهمس: أعتقد إنه جريح، ربما يجب أن نساعده. لا أرجوك، لا تفتح الباب يكفينا ما أصابنا الليلة. ولكن … … لا تفتح الباب، أرجوك. أخذ نبيل يهدئ من روعها وقال: يجب أن افتح الباب واساعد هذا الجريح. قد يكون عدو، ربما، لكنه عاجز وبحاجة إلى مساعدة. فتح نبيل الباب ببطء، فشاهد رجلا قرب العتبة، مغمى عليه، فانحنى ليحمله، وسرعان ما أخذته رعدة، إذ رأى إنه ذاك الذي أطلق عليه الرصاصة منذ لحظات. لكنه لم يقدر أن يتخلى عنه إذ كان ينساب اليه صوت يقول ” أحبوا أعدائكم “. ادخله الى المنزل، ولم يخبر زوجته بأمر هذا المسلح، بل تناوبا السهر عليه طول الليل وهما ينظفان إصابته حتى بزوغ الفجر. وافاق الرجل من غيبوبته، وحالما أدرك من حوله، ساد عليه الرعب، وصاح قائلاً أرجوك لا تقتلني. وضع نبيل يده برفق على كتفه وقال: لا تخف، لن يصيبك مكروه في هذا المنزل. لم يدري ذلك الرجل ماذا يجيب، اذ أحس بأن قوة ما خارقة تعقد لسانه. فهل يمكن لمخلوق أن يحسن إلى شخص أطلق النار عليه لقتله؟ شعر نبيل بما يدور في ذهن هذا الرجل، فطلب من زوجته لتحضر كوباً من العصير. لم يتمالك ذلك الرجل نفسه، فسأل بصوت مرتجف: ولكن لماذا؟ لماذا تعتني بي؟ إنك تهتم بإسعافي، وأنا قد نهبت بيتك وحاولت قتلك؟ صمت نبيل قليلا: ثم رد قائلا: لقد علَّمني السيد المسيح أن احب هكذا.
أخي وأختي، أن محبة السيد المسيح علّمت هذا الإنسان أن يحب عدوه …عندما يُقبل الإنسان الى السيد المسيح ويطلب منه أن يغفر خطاياه بالتوبة والاعتراف ويحدث تغييرا في حياته… يصبح خليقة جديدة ويظهر الثمر الحقيقي في حياته…ليساعدنا الرب يسوع المسيح في هذه الأيام الأخيرة ان نعيش مسيحيتنا ونعكس صورة السيد المسيح على الآخرين. الله يحبك ويريدك أن تتصالح معه، وهو مستعد أن يغفر كل خطاياك. أطلب منه من كل قلبك جسده ودمه علي المذبح بإنتظارك! فتصبح إنسانا جديدا في المسيح يسوع
صباح الخير.
( أمثال ٢٤: ١٧)
كانت الشوارع مقفرة، ولا يسمع فيها إلا زئير الرصاص والقذائف، ولم يبقى من سكان ذلك الحي إلا القليل من العائلات، ومن جملتهم نبيل مع أفراد عائلته. أحس نبيل في تلك الليلة بشعور غريب يتسلل إلى نفسه، وبدى عليه القلق، وخيل له أن هذه الليلة لن تكون كبقية الليالي، وفكر أن يتسلل مع عائلته تحت جناح الظلام ويتوارى في مكان ما. ولكن إلى أين ؟؟؟؟؟ ونظر إلى زوجته وكأنه ينتظر منها جوابا، ثم استقرت عيناه على ولديه الصغيرين. فسألته زوجته ما الذي يزعجك؟ أجاب نبيل: لست أدري. وسرعان ما دوت أصوات الصواريخ والانفجارات تعلو وسط الليل. قال نبيل: أشعر بحاجة عميقة الي الصلاة. أجابت زوجته: وانا كذلك. وفجأة، إذ بهما يسمعا صوت طرقات قوية تنهال على باب المنزل، قال لزوجته: اسرعي خذي الأولاد وانزلي الى القبو. وتزايدت الطرقات على الباب، ودوى صوت يقول: أفتح الباب بسرعة قبل أن ننسف المنزل على رؤوسكم. ففتح نبيل الباب وهو يرتجف، وإذ بثلاثة رجال مسلحين يدخلون، وقبل أن ينطق بكلمة، ضربه أحدهم بعقب بندقيته على كتفه راميا إياه على الأرض وهو يقول: هات كل ما تملك وإلا قتلناك. تطلع إليه نبيل محاولا أن يجيبه، لكنه لم يقوى على الكلام. خاطب ذلك المسلح زملائه طالبا منهم قلب المنزل رأسا على عقب، بينما بقي الثالث مصوبا بندقيته إليه، أغمض نبيل عينيه وراح يصلي طالبا من الله أن يبدد أبصارهم فلا يكتشفون القبو حيث زوجته وولديه. ولم تمر دقائق قليلة، حتى حمي غضب المسلحين إذ لم يعثرو على ما كانوا يبغونه، فابتدأوا يطلقون الرصاص على السقف وزجاج النوافذ، ثم لف السجادة الوحيدة وانسحبوا من المنزل، بيد أن الرجل الذي كان مصوبا البندقية نحوه قال له قبل أن يغادر المنزل: خذ مني هذه التحية. وأطلق عليه رصاصة كادت تقضي على حياته لكنها مرّت قربه محدثة خدشا طفيفا في ذراعه. زحف نبيل على بطنه حتى بلغ باب القبو ففتحه ببطء وهمس؟ سلمى، أأنتِ بخير ؟؟؟ أحس بخطوات تسعى اليه في العتمة، ورن في أذنيه صوت زوجته: أأنتَ بخير ؟؟؟ نعم لا تخافي، وابتدأت زوجته تجهش بالبكاء، بينما حاول نبيل أن يخفف عن زوجته وولديه رعبهما بالرغم من حالته هو. ومرت لحظات، لم يتمكن أحد منهما أن يتكلم. قطع ذلك السكون صوت رشاشات وطلقات رصاص قريبة من المنزل، وفجأة هيمن الهدوء إلا من ضربات خطى متثاقلة بطيئة قرب الباب. وبدت صدى أنات معذبة. التفت نبيل إلى زوجته وهمس: أعتقد إنه جريح، ربما يجب أن نساعده. لا أرجوك، لا تفتح الباب يكفينا ما أصابنا الليلة. ولكن … … لا تفتح الباب، أرجوك. أخذ نبيل يهدئ من روعها وقال: يجب أن افتح الباب واساعد هذا الجريح. قد يكون عدو، ربما، لكنه عاجز وبحاجة إلى مساعدة. فتح نبيل الباب ببطء، فشاهد رجلا قرب العتبة، مغمى عليه، فانحنى ليحمله، وسرعان ما أخذته رعدة، إذ رأى إنه ذاك الذي أطلق عليه الرصاصة منذ لحظات. لكنه لم يقدر أن يتخلى عنه إذ كان ينساب اليه صوت يقول ” أحبوا أعدائكم “. ادخله الى المنزل، ولم يخبر زوجته بأمر هذا المسلح، بل تناوبا السهر عليه طول الليل وهما ينظفان إصابته حتى بزوغ الفجر. وافاق الرجل من غيبوبته، وحالما أدرك من حوله، ساد عليه الرعب، وصاح قائلاً أرجوك لا تقتلني. وضع نبيل يده برفق على كتفه وقال: لا تخف، لن يصيبك مكروه في هذا المنزل. لم يدري ذلك الرجل ماذا يجيب، اذ أحس بأن قوة ما خارقة تعقد لسانه. فهل يمكن لمخلوق أن يحسن إلى شخص أطلق النار عليه لقتله؟ شعر نبيل بما يدور في ذهن هذا الرجل، فطلب من زوجته لتحضر كوباً من العصير. لم يتمالك ذلك الرجل نفسه، فسأل بصوت مرتجف: ولكن لماذا؟ لماذا تعتني بي؟ إنك تهتم بإسعافي، وأنا قد نهبت بيتك وحاولت قتلك؟ صمت نبيل قليلا: ثم رد قائلا: لقد علَّمني السيد المسيح أن احب هكذا.
أخي وأختي، أن محبة السيد المسيح علّمت هذا الإنسان أن يحب عدوه …عندما يُقبل الإنسان الى السيد المسيح ويطلب منه أن يغفر خطاياه بالتوبة والاعتراف ويحدث تغييرا في حياته… يصبح خليقة جديدة ويظهر الثمر الحقيقي في حياته…ليساعدنا الرب يسوع المسيح في هذه الأيام الأخيرة ان نعيش مسيحيتنا ونعكس صورة السيد المسيح على الآخرين. الله يحبك ويريدك أن تتصالح معه، وهو مستعد أن يغفر كل خطاياك. أطلب منه من كل قلبك جسده ودمه علي المذبح بإنتظارك! فتصبح إنسانا جديدا في المسيح يسوع
صباح الخير.
تعليقات
إرسال تعليق