كورونا والأمطار ونوح البار
ـــــــــــــــــــــــــــــ
*كورونا والأمطار ونوح البار*
ـــــــــــــــــــــــــــــ
*عام ١٧٢٠م،*
جاءنا وباء الطاعون العظيم الذي قتل حوالي ١٠٠ ألف شخص خلال أيام.
*وعام ١٨٢٠م،*
جاءنا وباء الكوليرا الذي حصد أيضاً أكثر ١٠٠ ألف شخص،
*وعام ١٩٢٠م،*
جاءنا وباء الإنفلونزا الإسبانية الكارثة التي تجاوز ضحاياها ١٠٠ مليون شخص وظهر عجز الإنسان.
*والآن عام ٢٠٢٠م،*
نقف مرعوبين أمام فيروس أقصد كابوس كورونا الذي ضرب أعظم الدول تقدماً.
*هل لاحظت، وباء شامل كل ١٠٠ سنة تماماً.. فهل من تفسير؟!*
واليوم مرت البلاد بموجة شديدة من الأمطار وتوقفت مسيرة البلاد قليلاً وكم من الخسائر تعرضنا لها من الأرواح والماديات، وهذا يكتب، وهذا يشجب، وهذا يصرخ وهذا يصدر بيانات، وتكثر الفتاوى، ...إلخ.
*وهنا إستوقفني سؤال هام:*
لماذا يا رب تسمح بهذه الظواهر الطبيعية خلال الأيام التي يهدد فيها فيروس كورونا كل أرجاء العالم؟!
والآن جال بفكري ما حدث منذ آلاف السنين أيام نوح البار، عجيب أنت يا رب؟
قال الرب الإله لنوح قديمأ:
«نِهَايَةُ كُلِّ بَشَرٍ قَدْ أَتَتْ أَمَامِي، لأَنَّ الأَرْضَ امْتَلأَتْ ظُلْمًا مِنْهُمْ. فَهَا أَنَا مُهْلِكُهُمْ مَعَ الأَرْضِ.» (تك ٦: ١٣)
العجيب أنه وسط هذه الصورة المؤلمة التي أعلنها الله من جهة بني البشر، لا يتجاهل إنساناً واحداً يسلك بالبر وسط جيل شرير، إذ يقول الكتاب: «وَأَمَّا نُوحٌ فَوَجَدَ نِعْمَةً فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ.» (تك ٦: ٨)
كان يمكن لله أن يأمر نوحاً بصنع الفلك فيطيع في إيمان وثقة، لكن الله كمحب للبشر لا يشتاق أن يكون الآمر الناهي، إنما الصديق المحب الألزق من الأخ الذي يحاور الإنسان ويكشف له حكمته وأسراره، وكما يقول المرتل: «سِرُّ الرَّبِّ لِخَائِفِيهِ، وَعَهْدُهُ لِتَعْلِيمِهِم» (مز ٢٥: ١٤)
وقد أمر الله نوحاً أيضاً بأن يعدّ الفلك بحيث لا يمكن للماء أن يخترقه. وقال الله: «فَهَا أَنَا آتٍ بِطُوفَانِ الْمَاءِ عَلَى الأَرْضِ لأُهْلِكَ كُلَّ جَسَدٍ فِيهِ رُوحُ حَيَاةٍ مِنْ تَحْتِ السَّمَاءِ. كُلُّ مَا فِي الأَرْضِ يَمُوتُ.» (تك ٦: ١٧)
فأطاع نوح الله وباشر البناء. أما الناس الآخرون فضحكوا. وظلوا أشراراً. أما نوح «فَكَانَ كَمَازِحٍ فِي أَعْيُنِ أَصْهَارِهِ.» (تك ١٩: ١٤). ولم يصدّقوه عندما أخبرهم ما كان الله مزمعاً أن يفعل.
وبعدئذ دخل نوح وعائلته أيضاً إلى الفلك. ثم أغلق الله الباب. وفي الداخل انتظر نوح وعائلته. تخيلوا أنكم هناك في الفلك معهم تنتظرون. فهل يكون هنالك حقاً طوفان كما قال الله؟
حقاً؛ مادام الإنسان مُصراً علي شره وعناده؟ يُحرم من تبكيت الروح القدس فيه، فيسلمه الله لذهن مرفوض.
*يا كل إنسان بار في أعين نفسه!، يا كل رجل دين (أي كنت مسيحي أو مسلم)!؛ يا من تدين الآخرين ولا تدين نفسك البارة!، يا من تعظ وكل عظة شاهدة على برك الذاتي!؛ يا كل رجل مسئول في مركزه وأنت مشغول بذاتك وشهواتك وأطماعك!؛ يا كل فتاة وإمرأة مشغولة بجسدها الفاني!، يا كل شاب ورجل مشغول بنذواته!؛ يا كل من يجري وراء أطماعه الفانية!؛ يا كل ظالم!؛ يا كل فاسد!؛ يا كل مرتشي!، يا كل محب للمال!؛ يا كل إعلامي فاسد!؛ يا كل مخادع! يا كل خائن!، يا كل أثيم!؛ يا كل من تنسب تعب غيرك لنفسك!؛ يا كل مقصر في موقعه!؛ إعلموا جميعكم أن كل خطية تجلب أخري، وعندما يستسلم الإنسان لضعفه، يصير ألعوبة بين سلسلة متلاحقة من الخطايا، كل منها تلقفه لغيرها.*
فهل من توبة حقيقية ورجوع لله؟! أم سضحكون؟!
ــــــــــــــــــــــــــــ
د اشرف غالى
ـــــــــــــــــــــــــــــ
*كورونا والأمطار ونوح البار*
ـــــــــــــــــــــــــــــ
*عام ١٧٢٠م،*
جاءنا وباء الطاعون العظيم الذي قتل حوالي ١٠٠ ألف شخص خلال أيام.
*وعام ١٨٢٠م،*
جاءنا وباء الكوليرا الذي حصد أيضاً أكثر ١٠٠ ألف شخص،
*وعام ١٩٢٠م،*
جاءنا وباء الإنفلونزا الإسبانية الكارثة التي تجاوز ضحاياها ١٠٠ مليون شخص وظهر عجز الإنسان.
*والآن عام ٢٠٢٠م،*
نقف مرعوبين أمام فيروس أقصد كابوس كورونا الذي ضرب أعظم الدول تقدماً.
*هل لاحظت، وباء شامل كل ١٠٠ سنة تماماً.. فهل من تفسير؟!*
واليوم مرت البلاد بموجة شديدة من الأمطار وتوقفت مسيرة البلاد قليلاً وكم من الخسائر تعرضنا لها من الأرواح والماديات، وهذا يكتب، وهذا يشجب، وهذا يصرخ وهذا يصدر بيانات، وتكثر الفتاوى، ...إلخ.
*وهنا إستوقفني سؤال هام:*
لماذا يا رب تسمح بهذه الظواهر الطبيعية خلال الأيام التي يهدد فيها فيروس كورونا كل أرجاء العالم؟!
والآن جال بفكري ما حدث منذ آلاف السنين أيام نوح البار، عجيب أنت يا رب؟
قال الرب الإله لنوح قديمأ:
«نِهَايَةُ كُلِّ بَشَرٍ قَدْ أَتَتْ أَمَامِي، لأَنَّ الأَرْضَ امْتَلأَتْ ظُلْمًا مِنْهُمْ. فَهَا أَنَا مُهْلِكُهُمْ مَعَ الأَرْضِ.» (تك ٦: ١٣)
العجيب أنه وسط هذه الصورة المؤلمة التي أعلنها الله من جهة بني البشر، لا يتجاهل إنساناً واحداً يسلك بالبر وسط جيل شرير، إذ يقول الكتاب: «وَأَمَّا نُوحٌ فَوَجَدَ نِعْمَةً فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ.» (تك ٦: ٨)
كان يمكن لله أن يأمر نوحاً بصنع الفلك فيطيع في إيمان وثقة، لكن الله كمحب للبشر لا يشتاق أن يكون الآمر الناهي، إنما الصديق المحب الألزق من الأخ الذي يحاور الإنسان ويكشف له حكمته وأسراره، وكما يقول المرتل: «سِرُّ الرَّبِّ لِخَائِفِيهِ، وَعَهْدُهُ لِتَعْلِيمِهِم» (مز ٢٥: ١٤)
وقد أمر الله نوحاً أيضاً بأن يعدّ الفلك بحيث لا يمكن للماء أن يخترقه. وقال الله: «فَهَا أَنَا آتٍ بِطُوفَانِ الْمَاءِ عَلَى الأَرْضِ لأُهْلِكَ كُلَّ جَسَدٍ فِيهِ رُوحُ حَيَاةٍ مِنْ تَحْتِ السَّمَاءِ. كُلُّ مَا فِي الأَرْضِ يَمُوتُ.» (تك ٦: ١٧)
فأطاع نوح الله وباشر البناء. أما الناس الآخرون فضحكوا. وظلوا أشراراً. أما نوح «فَكَانَ كَمَازِحٍ فِي أَعْيُنِ أَصْهَارِهِ.» (تك ١٩: ١٤). ولم يصدّقوه عندما أخبرهم ما كان الله مزمعاً أن يفعل.
وبعدئذ دخل نوح وعائلته أيضاً إلى الفلك. ثم أغلق الله الباب. وفي الداخل انتظر نوح وعائلته. تخيلوا أنكم هناك في الفلك معهم تنتظرون. فهل يكون هنالك حقاً طوفان كما قال الله؟
حقاً؛ مادام الإنسان مُصراً علي شره وعناده؟ يُحرم من تبكيت الروح القدس فيه، فيسلمه الله لذهن مرفوض.
*يا كل إنسان بار في أعين نفسه!، يا كل رجل دين (أي كنت مسيحي أو مسلم)!؛ يا من تدين الآخرين ولا تدين نفسك البارة!، يا من تعظ وكل عظة شاهدة على برك الذاتي!؛ يا كل رجل مسئول في مركزه وأنت مشغول بذاتك وشهواتك وأطماعك!؛ يا كل فتاة وإمرأة مشغولة بجسدها الفاني!، يا كل شاب ورجل مشغول بنذواته!؛ يا كل من يجري وراء أطماعه الفانية!؛ يا كل ظالم!؛ يا كل فاسد!؛ يا كل مرتشي!، يا كل محب للمال!؛ يا كل إعلامي فاسد!؛ يا كل مخادع! يا كل خائن!، يا كل أثيم!؛ يا كل من تنسب تعب غيرك لنفسك!؛ يا كل مقصر في موقعه!؛ إعلموا جميعكم أن كل خطية تجلب أخري، وعندما يستسلم الإنسان لضعفه، يصير ألعوبة بين سلسلة متلاحقة من الخطايا، كل منها تلقفه لغيرها.*
فهل من توبة حقيقية ورجوع لله؟! أم سضحكون؟!
ــــــــــــــــــــــــــــ
د اشرف غالى
ـــــــــــــــــــــــــــــ
تعليقات
إرسال تعليق