هل الإنجيل محرف
قداسة البابا شنودة الثالث :
بماذا نرد على من يقول إن الإنجيل قد حُرِّفَ؟!
الإجابة : هذا الموضوع يمكن الرد عليه من نواح متعددة منها :
1- من الذي حرَّفه؟ وفي أي عصر؟ وهل كتب ذلك في أي تاريخ؟
إن حادثة خطيرة كهذه ، ما يمكن إن تمر دون إن تُثار حولها ضجة كبرى لا بُدّ أن يسجلها التاريخ . وواضح إن التاريخ لم يسجل أية إشارة عن مثل هذا الإتهام الخطير . لا في التاريخ المدني ، ولا في التاريخ المسيحي ، ولا في تاريخ غير المسيحيين . ولم يحدث إتهام لأحد معين من ملايين المسيحيين بتحريف الإنجيل ، ولا أي إتهام لكنيسة معينة ، ولا تاريخ لذلك ..
2- كذلك كانت نسخ الكتاب المقدس قد وصلت إلى كل أرجاء المسكونة .
فالمسيحية بعد حوالي 35 سنة منذ صعود السيد المسيح ، كانت قد إنتشرت في آسيا و أوروبا و إفريقيا . فإنتشرت في فلسطين وسوريا وبلاد ما بين النهرين وفي تركيا ، ووصلت إلى بلاد العرب والهند . وفي أوروبا وصلت إلى بلاد اليونان وقبرص وإيطاليا ومالطة ، وإمتدت سرقًا إلى الهند . وفي أفريقيا وصلت إلى مصر وليبيا وإمتدت جنوبًا ، وخلال القرون الثلاثة الأولى كانت قد وصلت إلى كل بلاد المسكونة .
وكل تلك البلاد ، كانت عندها نسخ من الإنجيل .
كما تمت ترجمة الأناجيل إلى اللغات المحلية .
ومن أقدم ترجماته : الترجمة القبطية في مصر ، وترجمة الإنجيل السريانية في سوريا التي عُرِفَت بالترجمة البسيطة (البيشيطو) ، والترجمة اللاتينية القديمة . كل ذلك في القرن الثاني ، غير الترجمات التي إنتشرت في باقي البلاد ، غير اللغة اليونانية الأصلية ، يُضاف إلى هذا الترجمة السبعينية للعهد القديم التي تمت في عهد بطليموس الثاني (فيلادلفوس) في القرن الثالث قبل الميلاد .
فكيف كان يمكن جمع نسخ الإنجيل من كل بلاد المسكونة ، وجمع كل الترجمات ، وتحريف كل ذلك معًا؟!
ألا يبدو الأمر مستحيلًا من الناحية العملية؟! هذا لو فكر أحد في ذلك أصلًا!!
3- ثم مَنْ يجرؤ على ذلك؟! وهل من المعقول إن يتفق كل مسيحي العالم على تحريف كتابهم المقدس ، ثم يؤمنون به بعد ذلك؟!
المعروف إن المسيحية حينما قامت ، كانت تتربص بها اليهودية التي طالما إتهمت المسيحيين عند الحكام الرومان . فلو حرَّف المسيحيون إنجيلهم ، لفضحهم اليهود . كذلك كان فلاسفة الوثنيين في صراع مع المسيحيين الذين ينمون في العدد على حسابهم . وكانوا يدرسون الإنجيل للرد عليه . فلو حرف المسيحيون الإنجيل ، لفضحهم الوثنيون وفلاسفتهم .
يُضاف إلى كل هذا إنقسامات داخل صفوف المسيحيين ، فإنحرف البعض منهم عن الإيمان المسيحي ، وإسمتهم الكنيسة بالهراطقة ، وحاربتهم فكريًا وكنسيًا . فلو قامت الكنيسة بتحريف الإنجيل ، لوقف ضدها الهراطقة وشهروا بها ..
ولو قامت كنيسة معينة بتحريف بعض نسخها أو كلها ، لحرمتها الكنائس الأخرى .
ولقد شهد القرن الرابع هرطقات heresies عنيفة هزت أركان العالم المسيحي ، ومن أمثلتها الهرطقة الأريوسية التي أنعقد بسببها المجمع المسكوني الأول الذي إجتمع فيه 318 أسقفًا مندوبين عن كنائس العالم كله سنة 325 م وقرروا حرم أريوس . وبقى الأريوسيون شوكة في جسد الكنيسة وبخاصة لصلتهم بالإمبراطور ، مما جعلهم يقدرون على نفس القديس أثناسيوس ، وعزله أربع مرات . فهل كان أولئك سيسكتون على تحريف الإنجيل؟!
حدثت بعد ذلك هرطقات عديدة ، مثل هرطقات سابليوس – أبوليناريوس – ماني – مقدونيوس – نسطور – أوطاخي . وغيرهم . كل ذلك في القرن الرابع وأوائل القرن الخامس . فهل كان أولئك سيسكتون لو حدث تحريف شيء من الإنجيل؟!
ومن غير المعقول إن تتفق كل كنائس العالم مع الهراطقة ، ومع الهراطقة الذين حرمتهم الكنيسة ، على تحريف الإنجيل الذي يؤمن به الجميع!!
4- يوجد كذلك في المتاحف نسخ من للإنجيل ترجع للقرن الرابع ، تمامًا كالإنجيل الذي في أيدينا الآن .
ونقصد بها : النسخة السينائية ، والنسخة الفاتيكانية ، والنسخة الأفرامية ، والنسخة السكندرية . وكل منها تحوي كل كتب العهد الجديد الذي في أيدينا ، بنفس النص بلا تغيير . وهي مأخوذة طبعًا عن نسخ أقدم منها . ويستطيع أي إنسان إن يرى تلك النسخ القديمة في المتاحف وعلى الإنترنت ، ويرى إنها نفس إنجيلنا الحالي .
5- كذلك نحب إن نذكر ملاحظة هامة أساسية وهي :
كلمة "تحريف" لا يمكن إثباتها عمليًا إلا بالمقارنة :
أي مقارنة الإنجيل الأصلي بالإنجيل الذي يُقال بتحريفه . والمقارنة تظهر أين يوجد ذلك التحريف؟ في أي فصل أو فصول الإنجيل؟ وفي أي الآيات؟
أما إذا لم تحدث مقارنة كهذه ، يكون هذا الإتهام خطير ، بلا بينة ، بلا دليل ، بل إثبات ، بلا بحث علمي . وبالتالي لا يكون مقنعًا لأحد ..
بماذا نرد على من يقول إن الإنجيل قد حُرِّفَ؟!
الإجابة : هذا الموضوع يمكن الرد عليه من نواح متعددة منها :
1- من الذي حرَّفه؟ وفي أي عصر؟ وهل كتب ذلك في أي تاريخ؟
إن حادثة خطيرة كهذه ، ما يمكن إن تمر دون إن تُثار حولها ضجة كبرى لا بُدّ أن يسجلها التاريخ . وواضح إن التاريخ لم يسجل أية إشارة عن مثل هذا الإتهام الخطير . لا في التاريخ المدني ، ولا في التاريخ المسيحي ، ولا في تاريخ غير المسيحيين . ولم يحدث إتهام لأحد معين من ملايين المسيحيين بتحريف الإنجيل ، ولا أي إتهام لكنيسة معينة ، ولا تاريخ لذلك ..
2- كذلك كانت نسخ الكتاب المقدس قد وصلت إلى كل أرجاء المسكونة .
فالمسيحية بعد حوالي 35 سنة منذ صعود السيد المسيح ، كانت قد إنتشرت في آسيا و أوروبا و إفريقيا . فإنتشرت في فلسطين وسوريا وبلاد ما بين النهرين وفي تركيا ، ووصلت إلى بلاد العرب والهند . وفي أوروبا وصلت إلى بلاد اليونان وقبرص وإيطاليا ومالطة ، وإمتدت سرقًا إلى الهند . وفي أفريقيا وصلت إلى مصر وليبيا وإمتدت جنوبًا ، وخلال القرون الثلاثة الأولى كانت قد وصلت إلى كل بلاد المسكونة .
وكل تلك البلاد ، كانت عندها نسخ من الإنجيل .
كما تمت ترجمة الأناجيل إلى اللغات المحلية .
ومن أقدم ترجماته : الترجمة القبطية في مصر ، وترجمة الإنجيل السريانية في سوريا التي عُرِفَت بالترجمة البسيطة (البيشيطو) ، والترجمة اللاتينية القديمة . كل ذلك في القرن الثاني ، غير الترجمات التي إنتشرت في باقي البلاد ، غير اللغة اليونانية الأصلية ، يُضاف إلى هذا الترجمة السبعينية للعهد القديم التي تمت في عهد بطليموس الثاني (فيلادلفوس) في القرن الثالث قبل الميلاد .
فكيف كان يمكن جمع نسخ الإنجيل من كل بلاد المسكونة ، وجمع كل الترجمات ، وتحريف كل ذلك معًا؟!
ألا يبدو الأمر مستحيلًا من الناحية العملية؟! هذا لو فكر أحد في ذلك أصلًا!!
3- ثم مَنْ يجرؤ على ذلك؟! وهل من المعقول إن يتفق كل مسيحي العالم على تحريف كتابهم المقدس ، ثم يؤمنون به بعد ذلك؟!
المعروف إن المسيحية حينما قامت ، كانت تتربص بها اليهودية التي طالما إتهمت المسيحيين عند الحكام الرومان . فلو حرَّف المسيحيون إنجيلهم ، لفضحهم اليهود . كذلك كان فلاسفة الوثنيين في صراع مع المسيحيين الذين ينمون في العدد على حسابهم . وكانوا يدرسون الإنجيل للرد عليه . فلو حرف المسيحيون الإنجيل ، لفضحهم الوثنيون وفلاسفتهم .
يُضاف إلى كل هذا إنقسامات داخل صفوف المسيحيين ، فإنحرف البعض منهم عن الإيمان المسيحي ، وإسمتهم الكنيسة بالهراطقة ، وحاربتهم فكريًا وكنسيًا . فلو قامت الكنيسة بتحريف الإنجيل ، لوقف ضدها الهراطقة وشهروا بها ..
ولو قامت كنيسة معينة بتحريف بعض نسخها أو كلها ، لحرمتها الكنائس الأخرى .
ولقد شهد القرن الرابع هرطقات heresies عنيفة هزت أركان العالم المسيحي ، ومن أمثلتها الهرطقة الأريوسية التي أنعقد بسببها المجمع المسكوني الأول الذي إجتمع فيه 318 أسقفًا مندوبين عن كنائس العالم كله سنة 325 م وقرروا حرم أريوس . وبقى الأريوسيون شوكة في جسد الكنيسة وبخاصة لصلتهم بالإمبراطور ، مما جعلهم يقدرون على نفس القديس أثناسيوس ، وعزله أربع مرات . فهل كان أولئك سيسكتون على تحريف الإنجيل؟!
حدثت بعد ذلك هرطقات عديدة ، مثل هرطقات سابليوس – أبوليناريوس – ماني – مقدونيوس – نسطور – أوطاخي . وغيرهم . كل ذلك في القرن الرابع وأوائل القرن الخامس . فهل كان أولئك سيسكتون لو حدث تحريف شيء من الإنجيل؟!
ومن غير المعقول إن تتفق كل كنائس العالم مع الهراطقة ، ومع الهراطقة الذين حرمتهم الكنيسة ، على تحريف الإنجيل الذي يؤمن به الجميع!!
4- يوجد كذلك في المتاحف نسخ من للإنجيل ترجع للقرن الرابع ، تمامًا كالإنجيل الذي في أيدينا الآن .
ونقصد بها : النسخة السينائية ، والنسخة الفاتيكانية ، والنسخة الأفرامية ، والنسخة السكندرية . وكل منها تحوي كل كتب العهد الجديد الذي في أيدينا ، بنفس النص بلا تغيير . وهي مأخوذة طبعًا عن نسخ أقدم منها . ويستطيع أي إنسان إن يرى تلك النسخ القديمة في المتاحف وعلى الإنترنت ، ويرى إنها نفس إنجيلنا الحالي .
5- كذلك نحب إن نذكر ملاحظة هامة أساسية وهي :
كلمة "تحريف" لا يمكن إثباتها عمليًا إلا بالمقارنة :
أي مقارنة الإنجيل الأصلي بالإنجيل الذي يُقال بتحريفه . والمقارنة تظهر أين يوجد ذلك التحريف؟ في أي فصل أو فصول الإنجيل؟ وفي أي الآيات؟
أما إذا لم تحدث مقارنة كهذه ، يكون هذا الإتهام خطير ، بلا بينة ، بلا دليل ، بل إثبات ، بلا بحث علمي . وبالتالي لا يكون مقنعًا لأحد ..
تعليقات
إرسال تعليق